الأربعاء، 2 أبريل 2008

الصداقه بين الشاب والفتاه


بســم الله الـرحمــن الرحيــم
مناقشات كثيرة دارت حول الصداقه بين الشاب والفتاه ، ومازال النقاش قائما , ومازال الجدل مستمرا , طالما أن كل شخص مقتنع بوجهة نظره.
بينما كنت أشاهد إحدى حلقات برنامج (البيت بيتك) إذا بهم يناقشون هذا الموضوع ، استمر النقاش طويلا ، وبصراحه لم يرضني على المستوى الشخصي ، لا أعترض على وجهات النظر ، لكني مع احترامي لكل ضيوف البرنامج فإن ما قالوه هي مجرد وجهات نظرهم ، وليس أكثر ، كما أني وأنت لنا وجهات نظرنا أيضا ، ومن حقي وحقك أن نقتنع أو لا ، وكان حريا ببرنامج كبير مثل (البيت بيتك) أن يدعو متخصصين في علوم الدين والنفس والإجتماع لأن يكون النقاش موضوعيا مقنعا وشرعيا أيضا.
فالشباب يحتاجون إلى وجهة نظر تقنعهم ، بعد ذلك التخبط بين الأزهر وفتاوى الفضائيات والبث الإعلامي الموجه على مدار الساعه.
على إحدى الفضائيات خرج إلينا رجل يقول أنه (مفكر إسلامي ) -ليته ما فكر - يقول الرجل أن الشاب يستطيع أن يعانق صديقته و أن يقبلها وأن لا إثم عليه في ذلك ، رأي غريب من رجل مسلم تجاوز الخامسة والثمانين ، حجة الرجل هو قول الله تعالى في سورة النجم : "الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم". يقول الرجل أن القبله من قبيل اللمم الذي لا يحاسب عليه المرء, والرجل هنا جاهل بأحد أبسط مبادئ اللغه ، ويبدو أنه لم يقرأ يوما عن أن الاستثناء قد يكون متصلا أو منفصلا , الاستثناء المتصل كأن أقول "حضر الطلاب إلا طالبا" فالمستثنى هنا وهو الطالب جزء من المستثنى منه وهو الطلاب ، أما الاستثناء المنفصل - كالذي في الآيه - فيختلف فيه المعنى تماما كقول الله تعالى في سورة الحجر : " فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين" فهل يخرج علينا مفكر آخر ويقول إن إبليس اللعين هو أحد الملائكة المقربين؟!!!
لما قرأت في تفسير ابن كثير تفسير هذه الآيه ، نوه ابن كثير رحمه الله إلى أن الاستثناء هنا منفصل أو منقطع ، أي أن اللمم ليس من كبائر الإثم والفواحش ، وذكر حديثا في معناه أن لابن آدم حظه من الزنا ولو بنظرة عين ، ولم يقل ابن كثير أن القرآن يسمح بأن يقبل الشاب صديقته !!! حاش لله أن يذكر القرآن ذلك.
ومع ذلك فأنا أرى أن الرجل معذور في ما قاله ، فالرجل قد بلغ من العمر أرذله ، وقد يكون مصابا بالألزهايمر أو بعلة عقليه , وكان من الواجب الكشف على قواه العقلية قبل الاستماع لحديثه.
لعلي ذكرت تلك الواقعة هنا لصلتها الوثيقة بموضوعنا ، فالعقلاء منا لن يلتفتوا أبدا إلى مثل هذا الكلام الفارغ ولن يلقوا له بالا ، لكن هناك بعض من "يتلككون" بمثل هذه الأقاويل ، فقد تجد فتاة بعد سماع الرجل تقول : " مادامت القبلة حلالا ، فكيف تكون الصداقة حراما" ، الرجل لا يعي خطورة قوله ، وأنه بذلك يدعو إلى الرذيلة والعياذ بالله ، فمن يضمن أن يتوقف الأمر عند القبله؟!!!
إضافة إلى مثل تلك الأقوال المضلله ، نجد الإعلام يخرج علينا كل يوم ببدع جديده ، وأشياء غريبه ، وتخيلوا حال جيل مثله الأعلى الأستاذ الكبير عمرو دياب ، والسيده الفاضله هيفاء وهبي ، وربة الصون والعفاف الحاجه دينا!!! تخيلوا حال جيل لا يقرأ كتابا ، ومصدر ثقافته الأول هو ما يطرح في الإعلام ، وما يشاهده على الإنترنت!!! الأمر محزن.
لما نوقش الموضوع على إحد المنتديات التي أشترك بها أثار جدلا واسعا ما بين مؤيد ومعارض , و أذكر أن إحدى زميلاتي الفضليات قالت أنها لا تمانع في أن تصادق شابا مادام مهذبا ، قالت أن لا غضاضة في ذلك ، هذا رأيها الشخصي ، وتلك حريتها التي أحترمها بشده ، لكن أن يخرج أحد الأعضاء ويبحث عن مبررات في الدين لمثل هذه الصداقات فذلك ما لا نقبله ، لست أتحدث الآن عن كونها حلالا أو حراما ، فلست أرقى لأن أفتي ، ولا أملك من الفقه الديني ما يبلغني لأن أعرف ، ولا أدري لماذا دائما نبحث - بمجهودنا الفردي - عن مبررات لما نفعل ، وأين نحن من قول الله تعالى : " واسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون"؟!!!
الزميل يقول بالنص :
"يعني في الغزوات الاسلامية ماكنش في صحابيات بيطببو الجرحى و يسقوهم ؟!
دي حاجة الحاجة التانية في عهد عمر بن الخطاب كان بيجلد الي كان بياكل لحمة يوم و يوم و عهد عثمان كان الناس بتاكل لحمة كل يوم عشان الحالة القتصادية و الظروف المعيشية تحسنت عثمان- رضي الله عنه و عن الصحابة اجمعين- ماكنش يقدر يحكم بحكم عمر عشان الناس بقت عايشة في رغد و تقريبا ماكنش حد فقير"
وأرد عليه بالمنطق ، فأنا كما ذكرت لست عالما بالدين :
أولا:يا أخي نعم كان الصحابيات يخرجون خلف الجيش لمعاونته وتطبيب الجرحى ، ولست أدري كيف تقارن هذه العلاقة بتلك ، كيف تقارن المجاهد في سبيل الله والذي خرج إما لنصر أو شهاده بذلك الشاب الذي خرج لمجرد أن يتسلى مع صديقاته ، كيف تقارن علاقة طبيبة بمريضها بالصداقه لمجرد التسلية وإضاعة الوقت؟!! أرى أن الأمر مختلف تماما.
ثانيا:نعم قد تتغير الفتوى بتغير المجتمع ، في عهد عمر ابن الخطاب - رضي الله عنه - أصيبت بلاد المسلمين بالفقر فكان من وجهة نظره الإقلال من تناول اللحوم للحفاظ على الموارد ، وأيضا لحفظ التكافل والترابط بين المسلمين - والذي لم يشابهه أي ترابط على الإطلاق - فكيف آكل اللحم كل يوم ولي جار لا يجد الخبز وحده ؟!! ولما جاء عثمان أجاز للناس تناول ما يشتهون بعد ازدهار الاقتصاد ، قد تغيرت الفتوى بتغير الظروف ، فاللحم في العموم المطلق حلال ، وفي عهد عمر كان الإكثار منه حراما لأنه عصيان لولي الأمر الذي يرعى مصلحة البلاد. وأتساءل ما الذي تغير ليجعل المجتمع يقبل بصداقة الشاب والفتاه ؟!!!ما هي تلك الفوائد العظيمة التي تعود علينا من مثل تلك الصداقات؟!! سأنتظر الرد على تلك النقطة لأني بحق لا أتبينها جيدا!!
في حوار لي مع إحدى زميلاتي قالت : " إن الأمر برمته يتوقف على شخصية الشاب وشخصية الفتاه ، فلا نستطيع أن نعمم منع العلاقة والتي باتت لازمة في ظل ظروف المجتمع ومتغيراته"بالطبع لا نستطيع التعميم ، فالأمر حقا يتوقف على شخصية الشاب وشخصية الفتاه , وبالتالي فإني - كمثقف - لن أنظر إلى زميلتي على أنها أنثى , لن يشغلني التفكير بجسدها أو مظهرها مطلقا ، فالصداقة هنا صداقة فكر وعقل ، ولن تتعدى ذلك مادمت أعي جيدا سقف العلاقة وتفهم هي حدودها ، وقد لا يتجرأ أي منا على تخطي تلك الحدود ، ومادام الأمر كذلك , تبادل للأفكار والثقافات ، فهي علاقة محترمة جدا جدا ، لكن ما نسبة تلك الصداقات المحترمه بين الصداقات عامة؟؟ كلنا يعلم أنها قليلة جدا , بل إن بعض هذا القليل قد يتطور دون قصد لينضم إلى الصنف الآخر الذي نرفضه .
فإني أرى تلك العلاقة " المحترمه" كأن تمسك بمغناطيسين بين يديك وتقربهما دون أن يتلامسا ، فمتى رفعت يديك فإنهما يتلامسان لا محاله ، فبين العلاقة المحترمة والعلاقة الأخرى أمر بسيط جدا وهو " أن ترفع يديك" ، أقصد أن تنسى الحدود وتتخطاها.
أليس بالأحرى بنا أن نبتعد عن مثل هذه الصداقات ما دمنا مازلنا من أصحاب " المبادئ المرنه " التي تتغير وفقا للأهواء والميول والظروف ، فقد أزجر أختي وأعنفها لمجرد أنها قالت : "السلام عليكم" لابن الجيران عندما التقته صدفة على الدرج ، ثم بعدها بلحظات أخرج لمقابلة إحدى صديقاتي ، أأنا هنا أرفض الصداقة أم أقبلها؟؟ أاحلها لنفسي ثم أحرمها على الآخرين؟؟؟
الأمر أكبر من ذلك ، فما زلنا مجتمعا ذكوريا يسمح للرجل بأي شيء في أي وقت ، ثم إذا أخطأت المرأة يكاد المجتمع أن يلتهمها التهاما ، ومادام الأمر كذلك أليس الأحرى بكل فتاة أن تبتعد عن مواطن الشبهات؟!! أنا كرجل لا يتحدث الناس عني ، وإن تحدثوا فلن يضرني حديثهم بشيء ، الضحية هنا هي الفتاه ، متى بدأ الحديث عنها فسيظل يلاحقها طيلة عمرها ، ذاك هو مجتمعنا وتلك هي نظرته.
تقول زميلتي : " أنا لا أهتم بنظرة المجتمع ما دمت مقتنعة بما أفعل" تلك وجهة نظر الكثيرين , لكن ما هو المجتمع؟ أليس المجتمع هو أنا وأنت ، أليست عادات المجتمع وتقاليده من المفترض أن تكون هي ذاتها عاداتي وتقاليدي ، وإلا كيف أنتسب إلى هذا المجتمع ؟؟ وما الذي يربطني به لو لم أكن مقتنعا بعاداته وتقاليده؟؟ أنا إذا خارج عن المجتمع.. ولست فردا محبوبا فيه مترابطا معه.
ما زلنا نحيا في مجتمع شرقي يرى أن العلاقة بين شاب وفتاه - أيا كان نوعها - هي علاقة (عيب) ، بالطبع لست أقصد أن نساير المجتمع في كل شيء ، أو أن نكون إمعه ، أن نحسن إن أحسن الناس وأن نسيء إذا أساءوا ، لكني أقصد أنه إذا تطابق العرف مع الشرع فكيف لا أتبعه؟؟ وما العيب في اتباعه؟؟
في النهاية أود أن أعتذر منكم على الإطاله ، وأود أيضا أن أعتذر على تردد أفكاري بين التأييد والاعتراض ، فلم أكتب الموضوع لطرح رأي محدد ، وإنما كتبته لأطلع على آرائكم ولأكون رأيا حاسما , فأنا - كالكثيرين - مازلت متخبطا بين القبول والرفض ، بين نظرة المجتمع ورفضه لهذه الصداقه ، وبين حاجتي إلى أذن أنثوية تسمعني ، وعقل أنثوي أفكر معه....

11 هاه..إيه رأيك؟:

رائع للغاية

دمت ذخرا للإسلام

ونفع الله بك

رددت بشكل منطقي جميل كاف

---

بس يا راجل

البيت بيتك برنامج كبير ؟

دانتا اللي كبير

:)
 
منورني يا خبيب والله

وشكرا على الكلام الجميل

وبعدين مانا قلتلك ان ده رأيي في البرنامج

أصل أنا معنديش غير قناتين في البيت

الأولى والتانيه

يعني أنا مشفتش أكبر منه بصراحه
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

والله موضوع كويس ورائع جداااااااا

وكله مدعم باسانيد

دينية

انا عامة مش بتابع البيت بيتك

بس الكل بقى بيفتى وبيدى وجهات نظر من دماغه فالاصح

الواحد يمشى بعقله وقلبه هو مرشده


يلا سلام

هبة سيد
 
جامد يا شادى
تقريبا ان التغيرات الجديدة اللى فى حياتك
بدأت تغير اسلوب كتاباتك للاروع
انت فاهمنى طبعا

حلوة ربة الصون والعفاف دى
وياباشا انت قدوتى مش عمرو دياب ولا حاجة

تحليل وتفنيد رائع يا شادى
ويبدوا اننى كنت محقا فى اختيارى لاصدقائى الرائعين امثالك

بس ممكن اقولك حاجة فى الاخر
طظ فى المجتمع الزبالة اللى بقينا عايشين فيه ده

كل واحد يعمل اللى هو عاوزه
وربنا بقى يحاسبه
وكل واحد مسئول عن نفسه
 
يا اخى انت عايزهم فى برنامج البيض بيضك
يجيبوا ايه اصلا غير حبة فراخ يعدوا يزعقوا ويتشاجروا
اكيد من المنطقى ان هما مجبوش حد يتكلم فى الدين ولا يقول الصداقه من وجهة الشرع حلال ولا حرام
بس هما فالحين بس يجيبوا اساتذة علم النفس واحد بيقولو عليه مفكر اسلامى عدى التمانين واعراض الشيخوخه جت عليه كل يوم يقولنا حاجه شكل
تخرجنا من الاسلام اصلا
 
تحياتى وبالتوفيق
 
بارك الله فيك
عندى موضوع فى المدونة بتاعتى عن
ماسينجر بدون رجال اجانب
ياريت اعرف رأيك فيه
 
موضوع جميييل وكلام سليييم..
حاجة واحدة بس ..
صحيح اني مبحبش عمرو خالد ولا بتابعو..لكن مهما كان ميصحش يتحط مع هيفاء وهبي ودينا الرقاصة..

بس لا يمنع ان موضوعك رااائع
 
هبه سيد

أهلا بيكي يا هبه نورتي المدونه

وأسعدني مرورك بشده




كريمي

أهلا يا صديقي

وفعلا هي التغيرات الجديده اللي في حياتي كانت من أسباب كتابتي للبوست

شكرا على مرورك



إوعى تفكر



أنا هنا مش بصدد عمل دعايه للبيت بيتك

بس كان لازم أذكر إنه كان أحد أسباب كتابتي للبوست

وطبعا البرنامج -زي أي برنامج - له عيوبه ونواقصه

شكرا يا أخي على مرورك
 
سبهلله عالاخر


شكرا على مرورك




مسلمه مصريه

أهلا بك في مدونتي

وأعدك إن شاء الله بزيارة مدونتك قريبا




mero

طيب إرجعي للبوست تاني كده

أنا مجبتش سيرة عمرو خالد إطلاقا

أنا بقول عمرو دياب اللي بيغني

عموما

شكرا على مرورك الكريم
 
موضوع رائع وكلام جميل اختلف واعترض معاك مادام دة راى عرضت الموضوع بطريقة رائعة وموضوعية ولكن انا افتكر جملتك الى بتقول ان بالطبع لا نستطيع التعميم ، فالأمر حقا يتوقف على شخصية الشاب وشخصية الفتاه , وبالتالي فإني - كمثقف - لن أنظر إلى زميلتي على أنها أنثى , لن يشغلني التفكير بجسدها أو مظهرها مطلقا ، فالصداقة هنا صداقة فكر وعقل ، ولن تتعدى ذلك مادمت أعي جيدا سقف العلاقة وتفهم هي حدودها

بتختصر الوضوع وتوضحة .. انا معاك ان احنا لسة فى كجتمع ذكورى وعشان كدة لسة بينطبق علينا مثال المغنطيس والحل الوحيد اننا منكش حتت مغناطيس ان المجتمع ينتقل من مجتمع ذكورى بحت الى مجتمع متجانس وعارف حدودة كويس ولو كل واحدة تخاشت التعامل مع المجتمع عشان تبعد عن الشبهات ومشيت على منطق الباب الى يجيلك منة الريح سدة واستريح يبقى هيفضل مجتمعنا ذكورى الى مالا نهاية وطبعا المجتمع الذكورى لية مزاياة وعيوبة ومش هنتطرق للموضوع دة دلوقتى عشان يطول شرحة ولكنى انا راى باختصار ان لو كل واحد فتح مخة شوية عشان يعرف يشوف بيها الالوان هتبان قدام كل واحد الخطوط الحمرا التى يجب الا يتخطاها وبكدة هيكون مجتمع متجانس متدين متحضر لا تشوبة شائبة وبالتالى موضوع الصداقة مش هيكون مشكلة كبيرة للدرجة دى
ودمتم معلش طولت عليكوا :]
 

إرسال تعليق