الأحد، 10 أغسطس 2008

ختان الإناث بين الدين..والطب

في الفترة الأخيره..ازداد الجدل حول مسألة ختان الإناث وحول كونها حلالا أو حراما أو فرضا أو سنه..وكان مرجع ذلك الجدل الواسع هي فتوى الشيخ علي جمعه بتحريم ختان الإناث بعد تشكيكه في صحة الأحاديث التي تدعو إليه.
بعد الفتوى انقسم الناس ما بين مؤيد ومعارض ما بين مقتنع بالفتوى طالما أنهامن مفتي الديار المصريه وبين رافض لها لأنها -من وجهة نظره - لا تعدو كونها فتوى سياسيه.
مابين الفريقين - المؤيد والمعارض - يوجد فريق ثالث لا يدري شيئا عن الحقيقة ولايعلم ما إذا كانت الفتوى صحيحه أم مجرد فتوى سياسية بالفعل..وفي الحقيقة أنا ما قررت البحث والتحدث في هذا الموضوع إلا لأجل هؤلاء..
وأبدأ بوجهة نظر طبية لاعلاقة لها بالدين..فبينما أناجالس مع طبيبين من أصدقاء والدي إذ قررت استشارتهما في الأمر..فقال الأول أن عملية الختان إنما هي ظلم للفتاه..فإن الجزء الذي يقتطع هو الجزء السئول عن الإحساس باللذة أثناء الجماع ، فبإي منطق وبأي حق نحرم الفتاة من تلك اللذه..والتي بدونها تكون عملية الجماع عملية روتينية شاقة ممله ، اللهم إلاإذا كانت الزوجة تحب زوجها إلى درجة العشق أو العباده كما يقولون!!
وقال الطبيب الآخر أن الختان ليس مطلوبا لكل الفتيات ، فهو مطلوب فقط إذا كانت هناك زيادة غير طبيعيه أو تشوها يضر بمستقبل الفتاة ويؤذي زوجها..
يبدو واضحا أن الطبيبين قد مالا لرفض ختان الإناث إل في الضرورة الطبيه..
ولما بحثت لأعرف رأي الشرع في ختان الإناث أذهلني ذلك الجدل الواسع الذي لاينتهي ، فالأزهر يحرم الختان ، ودعاة الفضائيات بعضهم يفتي بوجوبه ، وبعضهم يقول أنه سنة شعائرية كالأذان لا يجوز التخلي عنه ، وبعضهم يقول أنه مكرمة للمرأة وأنه ليس من العبادات...
كما قلت أن الأزهر يحرمه ، لما له من أضرار صحية متعدده ، والشيخ محمد حسان يقول أن العلماء منهم من قضى بوجوبه ومنهم من قضى باستحبابه لكنه يرى أن تعرض الفتاة على طبيبة مسلمة ثقة لتقرر ما إذا كانتالفتاة تحتاج إلى الختان أم لا ، أما الشيخ القرضاوي فقد أصدر فتوى في ختان الرجل والمرأة أورد منها هنا الجزء الخاص بختان الإناث والذي يقول:
"أما ختان النساء فقد اختلفوا فيه، فهو مندوب في حق المرأة عند المالكية. وعند الحنفية ـ والحنابلة - في رواية ـ يعتبر ختان المرأة مكرمة وليس سنة. وذهب الشافعية والحنابلة ـ في الرواية الأشهر ـ إلى أن الختان واجب على الجنسين: الذكر والأنثى جميعا.
واستدلوا على وجوبه بقوله تعالى: ( ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) النحل: 123.
وقد ثبت في الصحيحين: أن إبراهيم عليه السلام اختتن وهو ابن ثمانين بالقدوم. واختلفوا: هل (القدوم) اسم بلد بالشام، أو هي آلة النجار المعروفة؟ وناقش بعضهم الاستدلال بالآية على الوجوب، وقال النووي: الآية صريحة في اتباعه فيما يفعله، وهذا يقتضي إيجاب كل فعل فعله، إلا ما قام الدليل على أنه سنة في حقنا كالسواك ونحوه.
كما استدلوا بأنه لو لم يكن الختان واجبا لما جاز كشف العورة من أجله للخاتن. وأُورد على هذا الاستدلال: أنه يجوز كشف العورة للمداواة التي لا تجب، ما دامت المصلحة فيها راجحة على المصلحة في المحافظة على المروءة وصيانة العورة.
واستدل بعضهم: أن الختان من شعار المسلمين فكان واجبا، كسائر شعاراتهم.
وهناك قول ثالث، ذكره ابن قدامة في (المغني) وهو: أن الختان واجب على الرجال، ومكرمة في حق النساء، وليس بواجب عليهن.
وأنا أرجح القول الأول، الذي يرى أنه سنة شعائرية مميزة بالنسبة للرجال، ومكرمة للنساء، وأرى أنه قريب من القول الثالث الذي يرى وجوبه على الرجال، مما يرى أنه سنة شعائرية يقاتل على تركها، فقد اقترب من الوجوب. "
بعد كل ما قرأت وسمعت من أقوال مختلفه ذهبت إلى جاري العزيز د/السيد أستاذ الفقه بجامعة الأزهر وعرضت عليه الأمر فقال الرجل مبتسما :"يا بني لاداعي لكل هذه الحيره ، فالإسلام دين يسير سمح ، به عادات وعبادات ، أما العادات فإنها كانت موجودة بالجاهلية ولما جاء الإسلام لم يمنعها منعا مطلقا ولم يفرضها ، ومن تلك العادات ختان الإناث ، فما هو بفرض وإنما هو مكرمه ، وما دام كذلك فإن الذي يقرر إجراءه من عدمه هو الطبيبة المسلمة الثقه ، فإذا كان الختان سيضر بالفتاة ومستقبلها فلا تختتن ، أما إذا كان سيصلحها ويعفها فإنها تختتن"
ومن كل ذلك يتضح أنه لايجوز تحريم الختان تحريما مطلقا كما فعل الأزهر ، ولايجوز القول بأنه فرض كما ذهب البعض ، إذ إن في فعله صلاح البعض وفي تركه صلاح البعض الآخر..
والله أعلم..والله ولي التوفيق

3 هاه..إيه رأيك؟:

موضوع رائع

شامل لموضوع قد اثار جدلا واسعا
ولم اقرأ فيه سوى هذه التدوينه
فعلا افادتني
شكرا
 
هو عموما موضوع ختان الاناث ماهو الا اهانة للبنت والتسبب فى آلام وأوجاع للفتاة
تحياتى
 
بجد جزاك الله خيرا على تعبك وحرصك على الوصول وأعتقدت أنك وصلت إليه
زادك الله حرصا
تقبل تحياتى
وكل سنة وانتا طيب
 

إرسال تعليق