الأحد، 28 ديسمبر 2008

شد اللحــــــاف



شــد اللحـــــــاف

عذرا غزه...لا أملك إلا قلمي وبعض الدعاء


شد اللحاف

ويا بخت من سلم وخاف

ويا بخت من شايف أخوه

راحوا وخدوه

وبيضربوه

وينادي من تحت اللحاف

"يا جماعه ميصحش كده"

"عيب كل ده"

"يلا عشان خاطري سيبوه"

ولا يسمعوه..

هيموتوه

ولسه أخوه تحت اللحاف

طلع دماغه حبتين

وعينه زاغت ع الشمال..

بعد اليمين

ركز أوي جدا وشاف..

جثة أخوه..

وبالعياط حبه اتخنق..

زربن أخينا واتحمق..

صار يجري وكأنه فـ سبق

فجأه وقف..

فكر كده حبه وقال:

"وخروجي من تحت اللحاف..

راح يعمل إيه؟!!!

يا بخت من سلم وخاف!!!"

***

طنش ونام معرفش كام

سمع زعيق..

بعده صريخ..

بعده شوية دربكه..

وحبة كلام..

مكانش عارف..

ده بصحيح والا منام!!

ركز شويه في الكلام

باينه ده صوت المدام

طلع دماغه م اللحاف

ركز أوي جدا وشاف..

اللي كانوا خوّفوه..

اللي يوم قتلوا أخوه..

رجعوا عشان ياخدوا المدام

طأطأ شوية طأطأه!!

ولألأ شوية لألأه!!

وقال : "خلاص هاخرج بأى"

رجع وكحكح كحتين

"دي الدنيا برد حبتين"

"وأصل أنا عندي زكام"

وخروجي يعني هيعمل ايه؟!!!

وإيه حيجرا للمدام؟!!!!

شد اللحاف!!

طنش ونام!!

***







الثلاثاء، 16 ديسمبر 2008

تخــــــــــاريـــــــــــــــف

تخـــــاريف
(بالعاميه)
----------------------

أنا لامم هنا فـ بيتي حدود الكون

ومن خيبتي منيش فاكر..

"بيتي" فين مكانه يكون!!

ساعات يبقى هنا قريب

ساعات معرفش يبقى ازاي على الأوزون!!!

ساعات بلاقيه كما "الإليزيه"..

وفيه خدام هنا وهناك

والاقيني زي البيه

وأوامري في لحظه تكون!!!

وفجأه يبقى "بيت" بالطين!!

ولا فيه غيري بني آدمين

لو أأمر فيه بإيه ما يكون!!!

ساعات بلاقيني فيه ريس..

طيب..مهو كده كويس

وفجأه فـ لحظه بلاقيني..

بقيت مسجون!!

ساعات تملاه كده فرحه..

طيور سارحه..

ألوف زغاريد!!

وساعه يبقى متستف بكا وشجون!!

وياما فـ "بيتي" أنا حبيت..

صبايا مليحه تملى العين

ودي بيضا..ودي شقرا..ودي سمرا..

ودي مش عارف أنا والله ده إيه اللون!!

تقولي كان عددهم كام؟!!

هاقولك والله مانا فاكر

يجولهم كده بالويم ييجي تلتميت مليون

ساعتها بابقى مش عارف أنا اطلع مين!!

أنا عنتر؟!!

أنا روميو؟!!

أنا المجنون؟!!

وساعه بابقى مش لاقي ولا واحده..

ولا حتى كده صوره وليها عيون!!

وفي مرايه هنا في "البيت"

باشوف فيها واحد غيري!!

وفجأه باكون واحد غيره!!

وغــير الاتنين!!!

ومش عارف ده كله إزاي؟!!!

وييجي منين؟!!!

هل عقلي صبح مجنون؟!!!

والا "بيتي" ده مسكون؟؟؟

***






الجمعة، 14 نوفمبر 2008

إذًا فــارحـــل...


تقاسَمْ أنتَ والأيامُ دمعاتِي


ولا تندمْ..


فما دمعي بمغرقِني


وما حزني..


بباق ٍ بين طياتي


ولن يبقى الأسَى لحنًا..


على أوتار آهاتي


غدًا تصفو ليَ الدنيا


وأصبحُ مثلَ نور الشمس ِ


إنْ يخبو..


يعودُ ويملؤ الدّنيا


ويسبحُ في الفضاءاتِ


إذًا فارحلْ..


فإن ترحلْ..


سيخبو صوتُك الرّنانُ من أذني


سأنسى صورة نُقِشَت..


كحفر الصخر..


بين بريق نظراتي


سأنسى لذة الكلماتِ


حين كتبتُها عشقًا


فصارت تملؤُ الدّنيا


تجوبُ الكون


ترقصُ بينَ صفحاتي


تطيرُ فتلهمُ العشّاقَ..


تُسكِرُهُم


تعلمُهُم صنوفَ الحبِّ


تبثُّ الشوقَ في دمِهم


وترْسُمُ حلمَنَا الورديَّ


تداعبُ حبّنا الصّافٍي


تُـثــبِّـــتُهُ..


ترفرفُ في حَوَاليْنا


كسرب ٍ من فراشاتِ


سأنسى كلَّ كلماتي


سأحرقـُها


سيفنى لحنُ أغنيتي..


فقد جفت معانيهِ


تلاشتْ منه أحْلامِي


فصارَ كبعض أناتِ


سأنسى عهدَك الخدّاعَ..


أمنيتي بأن تبقى..


بأن الحبَّ لن يفنى..


على طول المسافاتِ


سأنزعُ نشوة العشّاق من قلبي..


ولو كادت تُمزقه


سأمحو من مُخيّلتي..


جنوني بك


وسهدي طولَ ليلاتي


وقد أنسى بريقَ البدر


إن أحيا بيَ الذكرى..


وبثـّك بين نبضاتي


سأقطِف كلَّ ورداتي..


فقد كانت رسولي لك..


وشاهدة ً حِكاياتي


إذا فارحلْ..


وإن قابلتني يومًا..


فلا تهتمّ


فليست كلُّ أمنيتني..


بأن ألقاك تتبسّم


وليست دونك الدنيا..


لهيبَ النّار أو علقم


ولن أبقى هنا وحدي..


أقاسي من عذاباتي


إذا فارحلْ..


ولا تندمْ..ولا تخجلْ..


وإن قابلتني يوما..


فقل كنّا..!!!


أو امض ِ كمن رأى شخصًا..


فقال :"أكُـنتُ أعرفه؟!!"


"أكُـنتُ حبيبَه يومًا؟!!!"


فيمضي دونَ أنْ يعلم!!!


إذا فارحلْ..


ولا تأبه لمن خلفك..


فلن أفنى هنا دونَك..


ولن أبقيكَ في قلبي..


سِوَى ذكرى..


تمرُّ بخاطري يوما..


وأطردُها..


فما تبقى للحظاتِ


***

الأربعاء، 29 أكتوبر 2008

إلى أين يا مـــــصـــــــــر؟؟؟



قبل أن تقرأ..أرجو أن تضع أعصابك في الثلاجه..وأن تحاول ألا تنفعل..فإن ما ستقرؤه الآن ليس فصلا في رواية مبتذله..وليس مشهدا في فيلم درامي كئيب..وليس واقعا حدث بعيدا عنا فنظرنا إليه مشمئزين قائلين : "يع..جاتهم القرف"..لكنه – للأسف – واقع مرير حدث بمصر..ونشر على صفحات صحفها!!!

الخبر الأول يقول أن موظفا كبيرا يدير منزله لحفلات الجنس الجماعي وتبادل الزوجات!!! نعم..تبادل الزوجات..أي أن رجلا يجلس ليشاهد زوجته تمارس الرذيلة مع آخرين..أعلم أن الأمر يصعب تخيله..لكن هذا حقا ما حدث واعترف به هؤلاء المجرمون القذرون..في الحقيقة لا أستطيع تصنيفهم..فإن ما فعلوه ليس من طبائع البشر..ولا حتى الحيوانات..بل إني أكاد أزعم أن الشياطين نفسها لا تسمح بذلك!!!

الخبر الثاني يقول أن شابا في السابعة عشرة من عمره قتل خاله واعتدى على أمه لما رآهما يمارسان الرذيلة في عرفة الأم..تخيلوا..امرأة تمارس الرذيلة مع أقرب محارمها..أخيها!!! والله ما أجد تعليقا مناسبا على هذا الخبر..أترك التعليق لكم..

الخبر الثالث يقول أن زوجة تقتل زوجها بمساعدة ابنتها..تخيلوا لماذا؟!!! لأن الأب يصر على اغتصاب ابنته..فقتلته الزوجة والإبنه دفاعا عن شرف الإبنة!!!

في الحقيقة لما سمعت تلك الأخبار تمنيت كثيرا أن يكون ذلك مجرد كابوس مرعب أفيق منه لأتفل عن يساري ثلاثا..أو أن تكون الأخبار كاذبة..أو طالما أنها حقيقة واقعه أن تكون وقعت بعيدا عنا..في إسرائيل..أمريكا..أو غيرهما ممن هم معتادون على ذلك وأهل له..لكن للأسف الشديد إن ما ذكرته من فواجع حدث هنا في مصر..

لما نظرت في المجتمع من حولي..علمت أن ما حدث إنما هو تطور طبيعي لما يحدث كل يوم بالمجتمع دون تحرك من أحد..انتشار واسع للمواقع الإباحية والفضائيات القذره تستطيع الوصول إليها بلمسة زر..والغريب انتشارها في مختلف طبقات المجتمع..دون ارتباط بالمستوى التعليمي أو الثقافي أو الإجتماعي أو المادي..أو حتى كون الباحث عن مثل هذه القاذورات متزوجا أم لا..تخيلوا أن زميلا لي في كلية الطب سألني ذات مره قائلا:"هو انت مبتتفرجش على الحاجات دي؟" فقلت له على الفور:"لا" فرد متعجبا :"ليه؟!!" ...وكأنه بات من الطبيعي أن أشاهد مثل تلك الأشياء..وصار من الخروج عن الأصل ألا أشاهدها..تخيلوا أن هذا حال طالب طب..أي أنه من الصفوة..من المثقفين..من أصحاب المكانة الإجتماعية المرموقه..فماذا يكون إذا حال المتخلفين عن التعليم..العاطلين عن العمل؟!!..الأمر محزن..

أضف إلى ذلك أيضا انتشار الخمور والمخدرات بصورة مزعجه..فالخمور تباع هكذا علنا في وضح النهار وفي حماية القانون..والمخدرات أيضا تباع وتشترى وتشرب جهارا نهارا..

فماذا كانت النتيجه..طفح الكيل..انفجر الكبت الجنسي عند الشباب..انتشرت الشبكات التي تدير أعمالا منافية للآداب مستغلة فقر بعض الفتيات وحداثة سنهم..وصار التحرش ظاهرة لا نجد لها حلا..وتعددت في السنوات الأخيرة حالات الاغتصاب سواء التي أعلن عنها والتي لم يعلن..وانتهينا بتلك الجرائم الشاذة عن الطبيعة البشرية وعن الفطره كأن يجامع الأخ أخته أو أن يعتدي الأب على ابنته!!!

وأرى أن ذلك نتيجة طبيعيه..فالشاب عندنا ينشأ على كل تلك المفاسد..متأثرا بها أو منخرطا فيها..فتتغير مبادئه..وتتبدل قيمه..تتزحزح عنده حدود العيب والحرام بعيدا جدا عن مكانها الطبيعي.. فتصبح عنده مشاهدة فيلم إباحي مستساغة كأن يشاهد إحدى حلقات توم وجيري!!! بل وتتغير عنده مفاهيم الشهامة والرجولة والنخوة والمروءة والشرف..بل قد تسقط تماما من قاموسه!!!

فما الحل إذن؟؟ الحل بسيط سهل..."الإسلام هو الحل"..لست أردد هنا شعار جماعة الإخوان المسلمين – التي لا أنتمي إليها ولا إلى غيرها – لكني أردد شعار كل مسلم بغض النظر عن انتمائه أو توجهاته..نعم الإسلام الصحيح هو الحل الجذري لما نحن فيه..فإن وجود الوازع الديني كفيل وحده بأن يخلص المجتمع من كل مفاسده..فما من مسلم بحق سيشاهد أفلام فاضحه..أو يحتسي الخمور التي يبيحها القانون ولا المخدرات التي يجرمها..لن ينسى المسلم أبدا رجولته ومروءته وشرفه وحياءه..لن تتغيب عن ذهنه أبدا مفاهيم الإلتزام والاحترام والخلق الرفيع..ما من مسلم سيتحرش أو يغتصب..فإن المسلم الحق يعلم أن أي امرأة مسلمة هي أخته التي يجب عليه أن يتق الله فيها ويحفظها ويصونها..لأن يتق الله الناس في أهله وذويه..قد غيبنا الإسلام..فغابت معه قيمنا وأخلاقنا..وفقدنا احترامنا لأنفسنا..واحترام الناس لنا..

وفي الختام أود أعتذر عن كآبة المقال..عن قسوة بعض الكلمات..وجرأة بعضها..رغم أن قسوة الكلمات وجرأتها لا تعبر أبدا عن قسوة الحقيقة ومرارتها...

الأربعاء، 22 أكتوبر 2008

زمــــان..وأنا صغير

لا أدري ما الذي جعلني أذهب بعقلي بعيدا عن المذاكره ، وعن جو الإمتحانات الكئيب الممل لأجدني أبتسم لذكريات قديمه..يبدو أن ذلك كان مجرد هروب من المذاكره..بل هروب حتى من زمانها ومكانها إلى زمان ومكان أنقى كثيرا وأصفى..

تقلبت في رأسي الكثير من الذكريات..الحكايات..أحلام الطفولة الحلوة رغم سذاجتها..فأمسكت قلمي ودونتها..فمن هم مثلي – طلاب الطب في فترة الإمتحانات – لا يضمنون ذاكرتهم وعقولهم لأسبوع آخر!!!









لما كانت ابنة عمتي في فترة الخطوبه..لم تكن تحلو لي زيارتهم إلا في وجود خطيبها..بل لم يكن يحلو لي الجلوس إلا بينهما..حينها كنت أتعجب من قولهما لي بصورة مستفزه :" أهلا..يا مرحب..منور..إنت مشرفنا النهارده..ده إيه النور ده..يا أهلين..يا مرحبتين..آنستنا..يا عم والله نورتنا".. (كان ناقص يحلفولي على مصحف)..وبالطبع بعد كل تلك الحفاوه لم أكن أغادر ذلك الموقع المتميز بين ابنة عمتي وخطيبها إلا بعد أن يغادر هو في حالة يرثى لها من الضيق والغيظ..يبدو أنه كان لديه الكثير ليقوله لها ولم يستطع قوله من خلالي!!!











في سن العاشره..أعجبت بفتاة..وكمثل الأطفال في هذه السن..وددت أن أعيش دور الكبار..أن أحب..أتزوج..لم أجد حينها مانعا أن أتزوج طالما أني أحب..هكذا ببساطة الأطفال وسذاجتهم..ولما دققت في اسم الفتاة التي أحبها وجدت أنه يحوي ثلاثة حروف من حروف اسمي وبنفس الترتيب.."نعم..إنه القدر..جمعنا وجعل ذلك التشابه في أسمائنا..نعم لابد أن تكون هذه الفتاة لي..لا بد أنها شريكة العمر"....هكذا حدثت نفسي حينها..لكني لما دققت في وجه الفتاة وجدتها تشبهني كثيرا..فأقلعت عن فكرة الارتباط بها تماما..فأنا لا أحتمل اثنين مني في نفس البيت!!!













كنت كلما صعدت سلم بيتنا تعثرت ، وأصابني السلم في "قصبة رجلي"..تذكرت ذلك الآن لما نظرت إلى "قصبة رجلي" ورأيت بها مجموعة من "المطبات" هي ذكرى غاليه من سلم بيتنا القديم..والذي أعتقد أن أبي قد تركه لسوء العلاقات بيني وبين سلمه ولاستحالة الاتفاق بيننا!!!











دائما كنت من أنصار الرفق بالحيوان والنبات وحتى الجماد..بل إنني وصلت إلى أبعد من ذلك بأن ساويت هؤلاء بالإنسان..أو بتعبير أدق ساويت الإنسان بهم..فلم أكن أتردد كلما زارنا أحد أن أبادر بسؤال أبي عن الضيف قائلا بكل براءه : " بابا ، إيه ده؟!!!!".











لطالما أيقنت أن السكر ليس إلا مادة مبردة للشاي ، فكنت كلما وجدت الشاي ساخنا أضع له ملاعق السكر تباعا حتى يبرد..وبالفعل كان يبرد..فقد كنت أقضي ما يقرب من ربع الساعه أقلب السكر الذي وضعته..(طب مهو لازم يبرد)











دائما كنت أرفض أن يعاملني الناس كطفل..لم أقتنع يوما بأنني طفل..ولما كنت في الصف الثالث الإبتدائي(راجل يعني) ذهبنا لزيارة خالتي التي تقطن بمحافطة أخرى..وبالباب قابلتني ابنتها التي تكبرني بخمسة أعوام..وانهالت علي بالقبلات والأحضان..تخيلوا حالتي حينها..فكيف تقبل ابنة خالتي رجلا(ده اللي هو أنا)..فذهبت وشكوتها لأخيها وأنا في قمة الغيظ والغضب..بالطبع لا تحتاجون أن أخبركم أني كنت أضحوكتهم طوال اليوم!!!











كان أخي الأصغر – وما زال – واسع الخيال ، مبتكرا ، ومخترعا أيضا..ولما كنا بالمرحلة الإبتدائيه عكفت معه ليال طوال على فكرة جهنميه لتصنيع سياره تسير بلا وقود..بلا زيت..بلا ماء..بلا طاقه..ودون أن تضطر حتى لدفعها..تسير هكذا وحسب..طالما أنك تريدها أن تسير..تخيلوا أننا صدقنا الفكره..عشقناها..بل وحلمنا كثيرا بتحقيقها..لكن يبدو أن الفكرة فشلت لأسباب لا نعلمها..(يا ترى فشلت ليه؟!!!)













ذهبت ذات مره لأقضي عدة أيام عند خالتي بالريف..وبالمصادفه كان موعد ري الأرض أثناء وجودي عندهم..وبالطبع لجهلي التم بماهية الزراعة والري..ظننت أن الأرض حمام سباحه كبير..ونزلت لأسبح فيها بملابسي..حتى خرجت ملطخا بالطين "من ساسي لراسي"..الأدهى من ذلك أنه لم يكن ببيت خالتي حينها أطفال أستعير بعض ملابسهم..فاضطررت لأن أرتدي سروال زوج خالتي – السروال فقط – والذي غطاني أيضا " من ساسي لراسي"...لا أدري لماذا الآن وأنا أذكر هذا الموقف..أتخيل نفسي النصف السفلي للفنان عادل إمام حينما قررت مدرسته أن تقسمه نصفين في مدرسة المشاغبين!!!

أخيرا..أفقت من عالم الذكريات الباسم..إلى الواقع الذي لا مفر منه..آه..ليت صباي يعود يوما!!!





الاثنين، 22 سبتمبر 2008

لأول مره!!!

لما ذهبت إليه لأحصل على قيمة الإيجار الذي يماطل في سداده قال لي : "طب هات الوصل وأنا هادخل أجيبلك الفلوس" ، ثم عاد بعد قليل قائلا بسخرية : " أنا كده أخدت الوصل وإنت تعتبر خدت الفلوس وملكش عندي حاجه وأعلى ما في خيلك إركبه"!!!

لما قال ذلك لم أتمالك نفسي..فالرجل يقطن عندنا منذ خمس سنوات..وكم كنا نعامله كأخ لنا..وكم أحسنا إليه..فلما قال ذلك..انفعلت بشده..ثرت ثورة عارمه..غضبت كما لم أغضب من قبل..رغم أني نادرا ما أغضب..وأبدا لا أتخطى حدود اللياقة في تعاملي مع الناس أيّا كانوا..وما أذكر أني طوال حياتي تخطيت تلك الخطوط الحمراء التي خطها لنا أبي لتحكم تعاملاتنا مع الناس..إلا أنني – ولأول مره – تخطيت الحدود وتجاوزت الخطوط!!!

الرجل استخف بي..ظن خطأ أنني يمكن أن أتغاضى عن حق إخوتي..ظن خطأ أيضا أني بعد وفاة والدي أضعف..نسي كل المساعدات التي قدمها له والدي عندما جاء إلينا وهو في بداية الطريق..فتساهل معه أبي إلى حد بعيد..وفي الحقيقة لم أحتمل منه ذلك..لم أحتمل أن يضرب بكل إحساننا إليه عرض الحائط..لم أحتمل أن يكلمني بتلك الطريقة الفظه..ولا أن ينظر لي تلك النظرة الساخرة المستهتره..ولا أن يعاملني بذلك الأسلوب الذي أقل ما يوصف به أنه يفتقر إلى الأدب..

وإلى الآن لا أدري كيف كانت ردة فعلي هكذا..فقد وبخت الرجل – ولأول مره – أمام الجميع..ارتفع صوتي – ولأول مره – في شارعنا الذي أكاد أوقن أن بعض سكانه لم يعرفوا صوتي إلا ساعتها..رغم أني أقطن به منذ ما يقرب العشر سنوات!!! أعتقد أنني فهمت الآن : "اتق شر الحليم إذا غضب"..

ويبدو أن الرجل كان قد اعتبر ذلك ضعفا مني وانكسارا..ما فهم هو – ككثيرين غيره – أن ذلك حب ومودة وتراحم وتعاطف ومعاملة بالحسنى مع الجار عملا بوصية الرسول صلى الله عليه وسلم به..ما فهم أني دائما ما أضع في اعتباري "الدين المعامله "..

المهم أني فضحت أمر الرجل أمام الجيران .. عددت لهم مساوئه التي لا يعرفونها والتي طالما احتملناها..لم أفعل ذلك انتقاما –ويعلم الله صدقي – لكني فعلت ذلك لأنه لما اجتمع الجيران لحل المشكله لم يكتف بما فعله..لم يعترف بخطئه..بل بدأ يتهمني بأنني من أخطأت في حقه..والحمد لله فالجيران يعرفونني جيدا فلم يستمعوا لحديثه..بل انتهى حكمهم بأن يترك المكان فورا طالما يمتنع عن السداد..

إنتهى الأمر عند ذلك..وانتهت صلتي بذلك الرجل..لكني ما أن صعدت إلى حجرتي ، حتى انتابني شعور بالضيق والحزن..ولم أستطع حبس أدمعي..فأنا وبصدق لأول مرة منذ وفاة والدي أشعر بحاجتي الحقيقية إليه..أشعر بقيمة وجوده بيننا حتى وإن قصر المرض كل دوره في مجرد التوجيه من فراشه..علمت أن دور الأب لا يعدله دور..وأن مكانه لا يستطيع أحد – أيا كان – أن يشغل بعضه..أيقنت بأن وجود الأب بالبيت شعور خفي بالثقه..بالأمان..بالاطمئنان..بأن لك من تستند عليه..بأن لك من هو مسئول عن حمايتك ومساندتك – ولو معنويا – في شتى المواقف والظروف.

حزنت كثيرا لأني – لأول مره – أخالف أمر أبي بمعاملة الناس بالحسنى..معاملتهم بأخلاقنا نحن لا بأخلاقهم هم..وأعترف بأنني أخطأت..أعترف أنه ما كان يجوز لي أن أغضب هكذا مهما حدث..ما كان لصوتي أن يعلو هكذا..ما كان لي أن أتخطى الحدود وأتجاوز الخطوط التي خطها أبي واقتنعنا نحن بها ووقفنا عندها..

لكني استفدت الكثير مما حدث..رأيت بأعين إخوتي شعورا بالأمان..وبأن البيت مازال له رجل يدافع عن حقوقه..ويرعى شئونه..ويقوم بمصالحه..وإن كان هذا الرجل ليس كذاك..لكنها الأقدار..ولا أخفيكم سرا أن هذا الشعور بثقة إخوتي بي واتكالهم علي قد أزعجني قدر ما أسعدني..فهو يلقي على عاتقي مسئولية كبيره أسأل الله العلي القدير أن يوفقني أن أكون على قدرها..

أيضا تعلمت درسا مهما..أنه يجب علي أن أضع حدودا واضحة للتسامح مع الناس..رغم اقتناعي التام بأن التسامح من مكارم الأخلاق ، لكنه في زماننا لا يصلح التعامل به مع كل الناس..فمنهم من يعتبره ضعفا..

تعلمت أن أعامل الناس كما يستحقون ..لكن وفقا لمبادئي وأخلاقي..داخل الإطار التربوي الذي نشأت فيه..وأخذت عهدا على نفسي ألا أتخطى ثانية الحدود وخطوط أبي الحمراء..



على الهامش:
"لطالما رفضت المثل القائل : "اتق شر من أحسنت إليه" ورغم كل ما حدث ورغم أني عانيت كثيرا من بعض من أحسنت إليهم ، إلا أنني ما زلت عند موقفي في رفض المثل ، فمن المفترض أن من يفعل الخير يحتسبه عند الله ، وإلا ما كان خيرا يؤجر عليه ، فأرجو ألا يفهم القارئ من سياق المقال أن يتقي شر من أحسن إليه ، فقط.. إفعل الخير وانتظر الثواب من الله ، فما كل البشر يحفظون الجميل ويصونون المعروف!!"

السبت، 30 أغسطس 2008

أنا قد نسيتك من زمن...

لماذا جئتني شوقا..
تريد أيام الوئام؟!!!
لماذا عدت لي تبكي..
بعدما جف الكلام؟!!!
أحسبت أنك لو تعود..
سيكون شوقي في انتظارك؟!!!
سأذوب حتما في الهيام؟!!!
أظننت أنك حين تبكي..
سوف أحنو..سوف أبكي؟!!!
لا..
فقد مات الغرام..
وقد نسيتك من زمن..
قد نسيت الحب حتى..
ما عاد لي في الحب شيئا..
فقد نسيت الذكريات..
أحرقت كل الأمنيات..
لم يبق لي في العمر إلا..
بعض حلمي..
ظل يخطو في الزحام..
يصارع الحزن العميق..
ويقودني بين الظلام..
أنا قد نسيتك من زمن..
قاتلت ضعفي..
وانتهى زمن الخضوع..
وانقضى عهد الغرام..
فلن أعود إذا إليك..
لن أعود إلى حبيب..
فاتني أبكي وحيدا..
مثل بعض من حطام..
فقد تثور كرامتي..
قد يعاني كبريائي..
إن رجعت أنا إليك..
فارتحل عني فإني..
ليس يعنيني الملام..
لن تؤرقني دموعك..
إن بكيت لألف عام..
قد مات حبك من سنين..
لما حييت العمر دونك..
حين آثرت الخصام..
فارتحل عني بعيدا..
لا تقل حتى السلام!!!

الثلاثاء، 19 أغسطس 2008

قانون "اللا مرور" الجديد!!!



من فتره قصيره..طلعتلنا حكومتنا الموقره بقانون جديد للمرور..وزي ما شفنا فالقانون الجديد خد أكتر من حقه في الدعايه والإعلان لحد ما حفظنا إعلاناته بداية من الإعلان اللي بيظهر الشارع المصري في أسوأ صوره مرورا بإعلان يسرا وهشام سليم واللي كان في خلفيته عربيه بيجو سبور ملهاش حل (أنا مأخدتش بالي أساسا غير من العربيه في الإعلان ده) وانتهاء بالإعلانات اللي فيها حوادث وإصابات ووفيات..

المهم..القانون دخل حيز التنفيذ بداية من شهر 8/2008 ..(خليكوا فاكرين التاريخ ده يوم تاريخي) .. خلاص مفيش مشكله..الحكومه عملتلنا قانون جديد علشان مصلحتنا..أوك..تعالى بأى اتفرج على القانون اللي كان همه الأكبر إثراء خزينة الدوله بزياده غريبه في غرامات المخالفات..لأ والأنيل من كده الحبس..وتخيل مثلا لو انت دكتور والا مهندس والا حتى بتاع بليله بس مواطن صالح..تخيل إن الحكومه ممكن في لحظات ترتبلك رحله ممتازه إلى ليمان طره لقضاء أسعد اللحظات مع اللصوص والمجرمين..طب ما الحكومه فيها الخير..وضبتلك رحله مكنتش تعرف تطلعها حتى لو انت مليونير..يعيش الحكومه!!!

طبعا الساده المسئولين – المحترمين جدا لا مؤاخذه – بيقولوا للمواطن الصالح اللي هو حضرتك متخافش من القانون الجديد طول ما سيادتك – شوف الإحترام والتقدير – ماشي في السليم...أنا بس اللي مزعلني انهم مقالوش ألاقي فين السليم ده علشان أمشي فيه ؟!!!

أساسا أيها الساده – المحترمين جدا لا مؤاخذه – طول ما العساكر واقفه في الشارع ومعاها دفاتر عاوزه تملاها فأنا مش هلاقي سليم أمشي فيه وكده كده النمره هتتاخد وكده كده هادفع!!!

قاموا قالوا إيه: لا يا ابني يا حبيبي ـ شوف الحنيه ـ إحنا هنلغي حكاية العساكر دي خالص ونحطلك إشارات ديجيتال فيها كاميرات هتصورك وانت بترتكب الجريمه..قصدي وانت بتعمل المخالفه..يعني هتتباس هتتباس يا عباس..قلت والله كويس ع الأقل الفلوس اللي هادفعها هاتصور بيها..وجايز أطلع في الفتزليون كمان..يا حلاوه يا ولاد!!!

يا جماعه زي ما انتوا عارفين أنا ماشي جنب الحيط (حتى اقروا بوست أنا من هنا في المدونه اللي جنبنا)..ومبحبش أعترض ع الحكومه ..و انا مبعترضش لا سمح الله على إني أدفع مخالفه أنا عملتها ..لكن إني أدفع مخالفه معملتهاش لمجرد إن عسكري معندوش ضمير أخد النمره فدي بأى حاجه تغيظ!!!

واللي يغيظ أكتر إني ممكن أتحبس علشان مش رابط حزام الأمان..يا عم إنت مالك..أربطه ماربطوش أنا حر..تحبسني ليه؟؟ يعني هو أنا لو عملت حادثه أنا اللي هاتعور والا الحكومه؟!!! واضح إن الحكومه مصره تثبتلنا إنها بتخاف علينا أكتر من نفسنا ...وكمان بتخاف على فلوسنا لنضيعها في كلام فاضي..فبتاخدها مننا في صورة مخالفات وضرايب ورسوم علشان تصرفها في حاجات مفيده..ورغم إني مش عارف إيه هي الحاجات المفيده دي..بس هي أكيد مفيده طالما الحكومه اللي بتعملها..طبعا..دول حكومه يابا وعرفين كل الكلام!!!


حاجه كمان تغيظ – مهو انت لازم تتغاظ – قال إيه خير اللهم اجعله خير لو انت حطيت دبدوب ع التابلوه أو علقت سبحه ع المرايه ممكن يسحبوا منك الرخصه ويدفعوك غرامه..شفتوا الحريه والديموقراطيه..تقوله يا عم انت مالك..أحط دبدوب أحط قرد أعلق سبحه أعلق ديل فار إنت مالك..عربيتي وأنا حر فيها..يقولك لأ يا خفيف الحاجات دي بتعوق الرؤيه وبتسبب حوادث!!!

شفتو الهنا اللي احنا فيه ...تخيل يا أخي الدبدوب بتاعك طلع هو سبب الحوادث..مش المطبات الكتيره ولا الشوارع المنيله بنيله ولا التخطيط الغلط ولا الرصف بتاع الطرق اللي زي قلته ولا تخطيط البلد اللي مش تخطيط أصلا...لأ هو الدبدوب بتاعك السبب..مش قلتلك هتتباس هتتباس يا عباس!!!

واحد قريبي عنده عربيه نص نقل..بيصرف منها ع البيت..كل ما يطلع مشوار يا عيني يلاقي حمله تسحب منه الرخص وتدفعه غرامه ..طب بالذمه مش حرام يبقى طالع مشوار بعشرين جنيه يدفع عليهم 100 جنيه غرامه ..عارفين بيقولي إيه؟ بيقول أنا هاروح المرور وأقولهم أنا هاشغل العربيه وانتو خدو الإيراد كله واعملولي مرتب شهري ..مش مهم كام المهم يكون ثابت ومضمون!!!

عشان كده أنا وهو وغيرنا كتير قررنا مننزلش وسط البلد بالعربيه..يا سيدي مالها المواصلات ع الأقل هابقى عارف بالظبط أنا هادفع كام..وهابقى ضامن إن رخصتي تفضل في جيبي معززه مكرمه..مهو مش معقول كل يوم يتعملي مخالفه..مره دبدوب..مره سبحه..مره العادم ريحته مش عاجبه معالي سيادة البيه الظابط..مره لون العربيه مش مريح عنين معالي سيادته..لا يا عم..أنا مش عاوز أعكر صفو معالي سيادة البيه الظابط..وعلى رأي المثل إبعد عن الشر وغنيله!!!

الغريب إنك لو قريت القانون هتحس إن معظمه كويس..المشكله مش في القانون..المشكله في اللي بيطبقوالقانون ومبيراعوش أي ظروف ..المفروض يطبقوا روح القانون في مصلحة البلد والناس..يعني أنا لو معلق سبحه صغيره مبتعوقش الرؤيه ولا حاجه برضه هيتعملي عليها محالفه..لو العربيه مخدوشه خدش صغير اللجنه الفنيه هتعملك مخالفه وتقولك روح افحص وشغلانه من غير داعي..لأ وحاجات أهيف من كده..طب والله واحد دفع مخالفه علشان كاتب (بسم الله الرحمن الرحيم) على إزاز الباب بتاعه..طب بالذمه ده مش حرام..مانا قلتلك من الأول مع القانون الجديد هتتباس هتتباس يا عباس!!!!

حسبنا الله ونعم الوكيل ..

لتحميل تفاصيل القانون الجديد كاملا على الرابط التالي(أي خدمه):
http://www.4shared.com/file/55862722/5b4f09db/___online.html?dirPwdVerified=407cb1e5

الأربعاء، 13 أغسطس 2008

أحـــبك أكــثر

أحبك أكثر
كلما طال الفراق
أو زاد فيّ الاشتياق
أو تناثر بعضي مني
تناثر الأوراق
فضممتني
فاستجمعت نفسي
لأصبح سيد العشاق
***
أحبك أكثر
إذا انطفأت شموع الكون
إذا لم يبق في عينيّ ثمة لون
فأشرقت في عمري
فأراك في عينيّ أجمل لون
***
أحبك أكثر
إذا لم يبق لي أياً من الرفقاء
ولو تخلو مفكرتي من الأسماء
إذا ما ضعت في صمتي
إذا صوتي يحاوره صدى صوتي
فأنت حبيبتي صحبي
وأنت أميرتي وحدي
وصوتا ناعما عذبا
يطمـئـنني
يزيح الصمت من حولي
ويدعوني إلى الإصغاء
فأصغي...كيف لا أصغي؟؟؟
إلى صوت يدللني
يبث الفرح في قلبي
فأغدو أسعد السعداء
***
أحبك أكثر
إذا أغرقت في دمعي دموع الناس
إذا ما صرت في الدنيا بلا إحساس
إذا ما ضعت في دربي
فـتــبــتـسمـــين
فيمضي الدمع في خجل
وأصبح عندها رجلا
ينبض قلبه حبا
لكل الكون
قدر تلاحق الأنفاس
وأعرف حينها دربي
إليك حبيبتي أمضي
بلا حزن..بلا خوف..بلا حراس
***

الأحد، 10 أغسطس 2008

ختان الإناث بين الدين..والطب

في الفترة الأخيره..ازداد الجدل حول مسألة ختان الإناث وحول كونها حلالا أو حراما أو فرضا أو سنه..وكان مرجع ذلك الجدل الواسع هي فتوى الشيخ علي جمعه بتحريم ختان الإناث بعد تشكيكه في صحة الأحاديث التي تدعو إليه.
بعد الفتوى انقسم الناس ما بين مؤيد ومعارض ما بين مقتنع بالفتوى طالما أنهامن مفتي الديار المصريه وبين رافض لها لأنها -من وجهة نظره - لا تعدو كونها فتوى سياسيه.
مابين الفريقين - المؤيد والمعارض - يوجد فريق ثالث لا يدري شيئا عن الحقيقة ولايعلم ما إذا كانت الفتوى صحيحه أم مجرد فتوى سياسية بالفعل..وفي الحقيقة أنا ما قررت البحث والتحدث في هذا الموضوع إلا لأجل هؤلاء..
وأبدأ بوجهة نظر طبية لاعلاقة لها بالدين..فبينما أناجالس مع طبيبين من أصدقاء والدي إذ قررت استشارتهما في الأمر..فقال الأول أن عملية الختان إنما هي ظلم للفتاه..فإن الجزء الذي يقتطع هو الجزء السئول عن الإحساس باللذة أثناء الجماع ، فبإي منطق وبأي حق نحرم الفتاة من تلك اللذه..والتي بدونها تكون عملية الجماع عملية روتينية شاقة ممله ، اللهم إلاإذا كانت الزوجة تحب زوجها إلى درجة العشق أو العباده كما يقولون!!
وقال الطبيب الآخر أن الختان ليس مطلوبا لكل الفتيات ، فهو مطلوب فقط إذا كانت هناك زيادة غير طبيعيه أو تشوها يضر بمستقبل الفتاة ويؤذي زوجها..
يبدو واضحا أن الطبيبين قد مالا لرفض ختان الإناث إل في الضرورة الطبيه..
ولما بحثت لأعرف رأي الشرع في ختان الإناث أذهلني ذلك الجدل الواسع الذي لاينتهي ، فالأزهر يحرم الختان ، ودعاة الفضائيات بعضهم يفتي بوجوبه ، وبعضهم يقول أنه سنة شعائرية كالأذان لا يجوز التخلي عنه ، وبعضهم يقول أنه مكرمة للمرأة وأنه ليس من العبادات...
كما قلت أن الأزهر يحرمه ، لما له من أضرار صحية متعدده ، والشيخ محمد حسان يقول أن العلماء منهم من قضى بوجوبه ومنهم من قضى باستحبابه لكنه يرى أن تعرض الفتاة على طبيبة مسلمة ثقة لتقرر ما إذا كانتالفتاة تحتاج إلى الختان أم لا ، أما الشيخ القرضاوي فقد أصدر فتوى في ختان الرجل والمرأة أورد منها هنا الجزء الخاص بختان الإناث والذي يقول:
"أما ختان النساء فقد اختلفوا فيه، فهو مندوب في حق المرأة عند المالكية. وعند الحنفية ـ والحنابلة - في رواية ـ يعتبر ختان المرأة مكرمة وليس سنة. وذهب الشافعية والحنابلة ـ في الرواية الأشهر ـ إلى أن الختان واجب على الجنسين: الذكر والأنثى جميعا.
واستدلوا على وجوبه بقوله تعالى: ( ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) النحل: 123.
وقد ثبت في الصحيحين: أن إبراهيم عليه السلام اختتن وهو ابن ثمانين بالقدوم. واختلفوا: هل (القدوم) اسم بلد بالشام، أو هي آلة النجار المعروفة؟ وناقش بعضهم الاستدلال بالآية على الوجوب، وقال النووي: الآية صريحة في اتباعه فيما يفعله، وهذا يقتضي إيجاب كل فعل فعله، إلا ما قام الدليل على أنه سنة في حقنا كالسواك ونحوه.
كما استدلوا بأنه لو لم يكن الختان واجبا لما جاز كشف العورة من أجله للخاتن. وأُورد على هذا الاستدلال: أنه يجوز كشف العورة للمداواة التي لا تجب، ما دامت المصلحة فيها راجحة على المصلحة في المحافظة على المروءة وصيانة العورة.
واستدل بعضهم: أن الختان من شعار المسلمين فكان واجبا، كسائر شعاراتهم.
وهناك قول ثالث، ذكره ابن قدامة في (المغني) وهو: أن الختان واجب على الرجال، ومكرمة في حق النساء، وليس بواجب عليهن.
وأنا أرجح القول الأول، الذي يرى أنه سنة شعائرية مميزة بالنسبة للرجال، ومكرمة للنساء، وأرى أنه قريب من القول الثالث الذي يرى وجوبه على الرجال، مما يرى أنه سنة شعائرية يقاتل على تركها، فقد اقترب من الوجوب. "
بعد كل ما قرأت وسمعت من أقوال مختلفه ذهبت إلى جاري العزيز د/السيد أستاذ الفقه بجامعة الأزهر وعرضت عليه الأمر فقال الرجل مبتسما :"يا بني لاداعي لكل هذه الحيره ، فالإسلام دين يسير سمح ، به عادات وعبادات ، أما العادات فإنها كانت موجودة بالجاهلية ولما جاء الإسلام لم يمنعها منعا مطلقا ولم يفرضها ، ومن تلك العادات ختان الإناث ، فما هو بفرض وإنما هو مكرمه ، وما دام كذلك فإن الذي يقرر إجراءه من عدمه هو الطبيبة المسلمة الثقه ، فإذا كان الختان سيضر بالفتاة ومستقبلها فلا تختتن ، أما إذا كان سيصلحها ويعفها فإنها تختتن"
ومن كل ذلك يتضح أنه لايجوز تحريم الختان تحريما مطلقا كما فعل الأزهر ، ولايجوز القول بأنه فرض كما ذهب البعض ، إذ إن في فعله صلاح البعض وفي تركه صلاح البعض الآخر..
والله أعلم..والله ولي التوفيق