الأحد، 31 أكتوبر 2010

الفرح..!!



لا أدري لماذا أحيانا ننحي مبادئنا جانبا ، نتخطاها لنفعل شيئا نريده ، ثم بعد أن ننتهي لا نجد أدنى حرج في أن نعود - أو ندعي العودة - إليها كأن شيئا لم يكن ، كأنها كقطع ملابسنا التي نرتديها أحيانا ونهملها أحيانا أخرى ، ولا يحق لأحد أن يعترض أو ينتقد وإلا اتهمناه بالرجعية والمحدودية ، وقلنا بكل بساطه : "ده يوم في العمر وعاوزين نفرح" .

ما أعرفه أنا وأقتنع به ، أن الفرح بالقلب ، ومهما كانت وسيلتي للتعبير عن مدى فرحي ، فلن يقلل أو يزيد ذلك من الفرح شيئا ، إني أفرح بقدر الحدث ، لابقدر تعبيري عن فرحتي ، فلماذا إذا أتمادى في مظاهر الإحتفال ، لأخرج عن حدود الأدب والتقاليد (الله يرحمها) والشرع أيضا..!!

كنت في فرح إحدى قريباتي بالإسماعيليه ، ومن قبله بفرح أحد أصدقائي بالشرقيه ، الفرحان مكرران تماما ، ما حدث بالشرقيه حدث بالإسماعيليه ، رغم أني اعتقدت أن ما حدث بالفرح الأول هو استثناء ، لم أكن أعلم أننا ( تطورنا ) إلى هذا الحد..!!

الكل يرقص ، رجالا ونساءا ، شبابا وشابات ، وأطفالا بالكاد يعرفون المشي..يرقصون أيضا ، والغريب أن كل من رقص يدعي أنه من أسرة (محافظه) ، البنات - ما شاء الله - كلهن محجبات ، لا يرتدين البنطال أبدا لأنه (عيب) ، لا يضعن (المكياج) لأنه أيضا (عيب وحرام) ، لكن في مناسبة كهذه لا بد من "شوية هز وسط" لأن "الشيء لزوم الشيء" وكيف يصبح فرحا دون رقص؟!!..تناقض عجيب جدا أستغربه كثيرا..!!

يبدو أنني حقا أصبحت رجعيا أو موضه قديمه أو "محبكها زياده عن اللزوم" ، ويبدو أيضا أني كما قال لي البعض اللي زيي خلصوا من زمان ، إحدى البنات ممن رقصن طيلة الليل من أسرة صعيديه ، أبوها يضيق عليها كثيرا ، البنطلون ممنوع..المكياج ممنوع..الخروج من البيت بعد المدرسه ممنوع..الخروج بمفردها أصلا ممنوع..تخيلوا أنه منعها من أحد الدروس لأنه متأخر قليلا وتعود منه "قريب المغرب"...الراجل حمش بصراحه..ولما رأى ابنته ترقص في الفرح ، يلتف حولها شباب أقل ما يقال عنهم أنهم "غير مريحين" ، وجدته قام من مكانه ، قطع الصفوف في عجاله ، استأذن هذا وذاك ليمر ، ثم.. ما أن وصلها حتى ابتسم وأخذ يصفق لها في حراره..!!!

وآخر صعيدي أيضا ، أخذ طيلة الليل يرقص مع ابنته ، يعلمها فنون الرقص التي يجيدها أكثر من "الحاجه دينا" ، ما أن تخطئ في حركة ما حتى يعيدها عليها مرات حتى تتقنها ، نعم الأب هو ، نعم القدوه ، لا أتخيل أصلا كيف يستطيع أب كهذا أن يقول لابنته هذا عيب أو هذا حرام؟؟!! ، أصلا كيف لهذا أن يقف عند حدود العيب والحرام؟؟!!

في فرح الشرقيه ، العريس طبيب ، العروس محاميه ، والد العريس ووالدته مدرسا ثانوي ، والد العروس مستشار ، أي أنها عائله مثقفه ومحترمه ، ولا أقلل أبدا - حتى بعد ما حدث بالفرح - من احترامي لهم جميعا ، العريس أحد أعز أصدقائي ، وربما لو طفت الدنيا لسنوات لن أجد صديقا مخلصا مثله ، لكن ما حدث ضايقني ، فالعائلتان ترقصان بكامل عددهما ، المقاعد شاغرة والكل يرقص ، ولما عاتبته بعد الفرح قال لي مستغربا :" هو فستان العروسه مش كان حشمه ومش مبين أي حاجه؟ يبقى فين المشكله؟!!!"

يا أخي ليست المشكلة في أن يظهر شيء من جسدها أو لا ،
المشكلة هي مفاهيمنا التي تغيرت كثيرا ، أصبح فهمنا مغلوطا لكثير من نواحي حياتنا ، وتوغلت بداخلنا تلك القناعات الفاسدة التي يبثها لنا الإعلام ليل نهار ، المشكلة هي أننا فقدنا كثيرا من ذلك الحياء الشرقي الشرعي ، فقدنا احترامنا لجسد المرأة الذي لا بد أن يصان ، لا أن يصبح صيدا سهلا لعيون مريضة تكاد أن تلتهمه التهاما ، فقدنا أيضا كثيرا من معاني الرجولة ، فلم يكن الرجل ليسمح لزوجته أو أخته أو ابنته أن ترقص بحال من الأحوال ، وكنا تقريبا لا نرى رجلا واحدا يرقص إلا "صبي العالمه" ، لأنه أصلا مشكوك برجولته ، ثم أصبح كل الرجال يصفقون لزوجاتهم وبناتهم عندما يرقصن ، وأصبح كل الرجال يرقصون دون أدنى حرج أو غضاضه..!!

تقول أمي :"ما ستكون ردة فعلك لو وجدت عروسك ترقص أمام الناس طوال الليل" ، فقلت لها :" إن من سأختارها سيمنعها حياؤها من أن تفعل ذلك قبل أن أمنعها أنا، ولو لم تفعل ، ولو لم تمتلك هذا القدر من الحياء ، فسأوقن حينها أن اختياري كان خاطئا تماما ، ولا أعتقد أني سأستطيع أن أكمل حياتي معها..!!""

تقريبا قررت أن لا أقيم فرحا ، مجرد إشهار بالمسجد ، وليمة ضخمة للأهل والأحباب ، زفه جميله ربما أقودها أنا ، وربما تطول لساعات ، وحتى لو "العربيات رقصت" ، فهو أهون كثيرا من أن ترقص النساء ، وأن أشارك أنا في الوزر لأني صاحب الليلة ومقيم الفرح ، واتهموني كما شئتم أنني رجعي ، معقد ، طراز قديم ، أو حتى متخلف ، وإن اعتبرتم هذا تخلفا فإني والله أحمد الله كثيرا على هذا (التخلف).


السبت، 23 أكتوبر 2010

يا سيدتي..!!



يا سيدتي..

لا لن يفنى شبح الماضي

لا لن أخرج من رئتيك

لا لن يصبح بيني بينك أي حدود..!!

سيظل يدق القلب بإسمي..

حرفا حرفا

سيظل يحلق طيفي حولك..

حلما علما

من هم مثلي..

لا للذكرى..بل لخلود..!!

***

يا سيدتي..

لا لن يصبح حبي عبثا..

حدثا مثل الأحداث..

يمر ويمضي..

ذكرى تحكى..

نسخر منها..

أو لا تحكى..

بل لا تأخذ منا إلا..

بعض شرود ٍ..

ثم نعود..!!

لا لن يصبح حبي ذكرى..

حبي أمر حتمي..

مثل الشمس ومثل الأرض ومثل الماء..

من ينكر هذي الأشياء؟؟!!

حبي باق يا سيدتي بين ضلوعك..

لن يصبح ماض مفقود..!!

***

يا سيدتي..

حبي قدر..

من يختار القدر - فيبقى؟!!

أو يأباه..

فيمضي القدر كما المظرود؟!!

حبي نار..

لن يطفأها حتى الموت..

حتى الموت سيعجز عنها..

يا سيدتي..

لا لم تنسي..

لا لم أترك قلبك أبدا..

مهما طال البعد فإني..

سوف أعود..!!

***

يا سيدتي..

أحيي عيدك..

عيشي زعمك أني مت ومات الحب..

عيشي زعمك أن أمسكت زمام القلب..

وأنك دوني يومك عيد..

وإني أعلم أني باق..

بين دماك..

وأسري فيك بكل وريد..!!